الاثنين، 9 سبتمبر 2013

توقيت نقل الطفل من المهد للسرير





ليس هناك وقت محدد للاستغناء عن المهد واستبداله بالسرير الكبير، إلا أن معظم الأطفال ينتقلون إلى السرير ما بين الشهر الثامن عشر والثلاث سنوات ونصف من العمر.

يقوم العديد من الآباء والأمهات بنقل طفلهم من المهد إلى السرير حين يشعرون أنه قد كبر على المهد، إلا أن وصول طفل جديد في العائلة يعد أحد الأسباب الشائعة للقيام بهذه الخطوة. إذا كنت تنتظرين مولوداً جديداً، انقلي طفلك الأكبر قبل الولادة على الأقل بستة أو ثمانية أسابيع. بالطبع تريدين أن يكون طفلك مرتاحاً في فراشه الجديد قبل أن يرى طفلاً آخر يحتل مكانه في المهد الخاص به. يمكنك أيضاً تأجيل عملية الانتقال حتى يبلغ المولود الجديد ثلاثة أو أربعة أشهر من العمر. على أي حال، يمكن للمولود قضاء فترة في المهد المتنقل (سلة موسى) إلى أن يعتاد طفلك الأكبر على وجود المولود الجديد، مما يسهل عملية الانتقال.

ربما تقررين نقل طفلك أيضاً إلى السرير عندما يحاول تسلق المهد أو القفز منه. وقد يكون هذا الوقت مناسباً أو غير مناسب للانتقال. ليس عليك أن تشعري بالقلق من أن يؤذي طفلك نفسه، غير أنه سيتمكن من التجول في أرجاء المنزل أثناء الليل.

وأخيراً، إذا كنت قد بدأت بتدريب طفلك على استخدام القصرية أو النونية (وعاء مخصص للطفل من أجل التبول والتبرز)، فقد تفضلين أن ينام في السرير حتى يستطيع الذهاب إلى الحمام كلما دعت الحاجة.

يعتاد بعض الأطفال على التغيير بسهولة، في حين يحتاج البعض الآخر إلى المزيد من الوقت. يختلف كل طفل عن الآخر. قد يكون طفلك الأول أكثر من يعارض هذا التغيير ومن المحتمل أن يكون مرتبطاً جداً بالمهد كما قد يتزامن هذا التغيير مع اقتراب وصول مولود جديد. أثناء هذه الفترة، يكون الانتقال إلى السرير أحد التغيرات الكثيرة التي تحدث في حياته. وربما يتزامن هذا الانتقال أيضاً مع التدريب على استخدام الحمام أو الالتحاق بحضانة أو بعض الضغوطات الأخرى التى تمارس عليه حتى يصبح "كبيراً". عادة يكون الأمر أسهل مع الطفل التالي لأنه يتطلع إلى التشبّه بأخيه الأكبر أو أخته الكبرى. فالطفل الذي يلي الطفل الأول قد ينظر إلى المهد على أنه "للأطفال الصغار".

من أجل تسهيل عملية الانتقال، ضعي السرير مكان المهد. قد يجد طفلك بعض الراحة في الاستمرار باستعمال بطانيته (حرامه) القديمة التي اعتاد عليها في المهد، حتى لو أصبحت صغيرة عليه. جربي إقامة احتفال بـ"السرير الكبير". خذي معك طفلك في رحلة التسوق لاختيار سريره الجديد وتحدثي معه عن هذه الخطوة مسبقاً لمدة أسبوع قبل عملية الشراء. وفي اليوم الموعود، يمكنك إقامة حفلة ودعوة الأصدقاء والأقارب. ربما يشعر طفلك بالإثارة للحصول على فراش كبير فتسير الأمور بسلالة ويسر.

لكن مع بعض الأطفال الآخرين، لن تكوني بحاجة للقيام بمجهود كبير. إذ يكونون على استعداد للانتقال إلى السرير الكبير ويستمتعون بالتغيير. عموماً، احرصي دائماً على وضع سور على حافة السرير مهما كان طفلك مستعداً للانتقال إلى فراش كبير تجنباً للتقلب والسقوط.

كوني حذرة، فبعض الآباء والأمهات يكتشفون أنهم قد قاموا بخطوة الانتقال تلك قبل أوانها. في تلك الحالة، أرجعيه إلى المهد. تأكدي من أنك تقدمين الانتقال إلى السرير الكبير على أنه تغيير ممتع وليس كخطوة عكسية في تطور نموه أو كعقاب. إن طفلك سيتصرف حسبما توحين له.

أخيراً، تذكري أن الانتقال من المهد إلى السرير الكبير مرحلة جديدة في حياتك أنت أيضاً. هو مؤشر آخر على أن طفلك قد كبر. يمكنك أن تستعيدي اللحظة التي قمت فيها بتركيب المهد لأول مرة من أجل صغيرك، ويمكنك الآن الاحتفال (بينك وبين نفسك) بما وصل إليه صغيرك في الوقت الحالي.





التعامل مع نوبات الغضب والعصبية
افترضي أن طفلك لن يصاب بنوبات من الغضب والعصبية؛ أي تصرفي وكأنك لم تسمعي قط بهذه الأشياء ثم تعاملي معها عند حدوثها على أنها فاصل مزعج أثناء أحداث اليوم العادية. قد يبدو الكلام سهلاً أكثر من التطبيق. لقد قمت بزيارة إحدى الصديقات ذات مرة والتي طلب منها طفلها ذو العشرين شهراً من العمر أن ترفع الغطاء عن حفرة الرمال الخاصة به. فكان ردها "ليس الآن، لقد اقترب موعد استحمامك" ثم تابعت الحديث الجاري بيننا. قام الطفل بجذب ذراعها ليطلب منها نفس الطلب مرة أخرى، ولكنه لم يلقَ أي استجابة. ثم ذهب إلى حفرة الرمال وحاول دون جدوى أن يفتحها بنفسه فشعر بالتعب وفاق الإحباط قدرته على الاحتمال فانفجر في نوبة من الغضب. وعندما انتهت نوبة الغضب وقامت والدته بمواساته، قالت لي: "أشعر بتأنيب الضمير. كل هذا كان خطأي، لم أدرك أنه أراد أن يلعب بالرمال بهذا القدر" ثم أخيراً قامت برفع الغطاء له.

يسهل فهم سلوك هذه الأم ولكنه يعتبر ما سبق مثالاً ممتازاً للطريقة التي يجب الامتناع عن اتباعها لمعالجة نوبات الغضب والعصبية. فقد قالت "لا" لطفلها عندما طلب المساعدة في بادئ الأمر من دون التفكير في طلبه. كما أن محاولات الطفل لرفع الغطاء عن حفرته لم تظهر لها رغبته الشديدة في اللعب بها لأنها لم تكن توليه أي انتباه. لكنها انتبهت فقط عندما انتابته نوبة الغضب والعصبية. أراد بشدة اللعب بالرمال ولم يكن هناك سبب مقنع لمنعه من ذلك. وبالطبع أرادت الأم أن تعوض طفلها عما حدث بإذعانها لإرادته في النهاية، ولكن بعد فوات الآوان لتغيير الرأي. وبالرغم من تسرعها في اتخاذ القرار منذ البداية، كان يجب عليها التمسك بقرار الرفض "لا" الذي اتخذته لأنها بتغييره إلى الموافقة "نعم" بعد حدوث نوبة الغضب أوحت لطفلها أن انفجاره بالبكاء قد أتى بالنتيجة المرجوة. كان من الأفضل لكليهما لو أنها استمعت له عندما طلب المساعدة والتفكير فيما قاله بدلاً من الإذعان لطلباته عند صراخه.

ليس من السهل أن يكون المرء طفلاً دارجاً بتأرجح بين المشاعر المفعمة بالقلق والغضب. كما أنه ليس من السهل أيضاً أن يكون المرء أماً أو أباً لطفل دارج يحاول أن تبقي في وسط تلك الأرجوحة العاطفية للاحتفاظ باتزانها. ولكن الوقت في صالح جميع الأطراف. سوف تهدأ الكثير من الاضطرابات العاطفية في الوقت الذي يبدأ فيه طفلك مرحلة ما قبل المدرسة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق